فخار العصر الحجري الحديثمن فخار العصر الحجري الحديثم :عات: لفخار اريحا.لقد استخدم الإنسان قديماً مادة الصلصال في بناء المساكن البيوت ،وكان ذلك في العصر الحجري الحديث، لقد توصل الإنسان إلى إمكانية استخدام الطين لتصنيع ادواته عن طريق الصدفة فلاحظ من خلال اثار طبعة القدم بعد أن داس في الطين في الايام الماطرة. وبعد أن ظهرت الشمس وجفت اثار الاقدام لاحظ ان بأمكانه استخدام الطين في تصنيع وتشكيل اوانيه ،وكان ذلك في العصر الحجري الحديث 8500 – 4500 قبل الميلاد، حيث قسمه العلماء إلى مرحلتين رئيسيتين، العصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري 8500 – 6000 قبل الميلاد، والعصر الحجري الحديث الفخاري 6000 –4500 قبل الميلاد يمثل المرحلة الثانية من العصر الحجري الحديث وينقسم إلى مرحلتين فرعيتين : العصر الحجري الحديث الفخاري أ والعصر الحجري الحديث الفخاري "ب" وتميز هذا العصر في المشرق بأختراع الإنسان للفخار وتصنيعه وأستخدامه. العصر الحجري الحديث الفخاري أ ويرجع إلى منتصف الالف السادس قبل الميلاد، وتنسب إلى الطبقة التاسعة في اريحا(تل السلطان) والطبقة الثانية ب في المنحطة، يمتاز فخارها بالاواني البسيطة مثل الصحون والجرار البيضوية الشكل، والاواني المصنعة باليد مصنوعة من عجينة خشنة مخلوطة بالشوائب كالقش، وزخرفت بلون الاحمر على ارضية كريمي بأشكال هندسية، كالمثلثات، أو بخطوط بسيطة مستقيمة أو متعرجة ،وعاصر العصر الحجري الحديث الفخاري أ الثقافة اليرموكية ،والثاني العصر الحجري الحديث الفخاري ب بدأت هذه المرحلة في نهاية الالف الخامس قبل الميلاد كما تدل على ذلك الطبقة الثامنة في أريحا (تل السلطان) والطبقة الثانية أ في المنحطة في جنوب بلاد الشام، تحسنت في هذه الفترة تقنية صنع الاواني الفخارية وتنوعت أشكالها وأصبحت العجينة أكثر نقاء وصلابة وقل استعمال القش فيها وأصبحت احسن حرقاً بالرغم من تصنيعها يدوياً. اي ان القطع الفخارية تغطي فترة من 6000 سنة، و 8000 سنة حتى الآن. ان توفرالمادة الخام للطين في جميع البيئات جعلت من الفخار مادة رخيصة وكثيرة التواجد استطاع الإنسان تصنيعها وتشكيلها بسهولة ،من مميزات الفخار انه مادة قابلة للكسر بسهولة وقابلة للتطور ويمكن تعقبها خلال العصور بتسلسل زمني تقريبي، ان اهمية الفخار تعود لأستخدامه في تأريخ المواقع الأثرية فهو وسيلية تأريخية لا يسهل الطعن بها ولكنها تعطي تأريخ تقريبي حيث ان القطع الفخارية تبقى مع الزمن فلا تتلف أو تفنى أو تتعفن إذا ما حرقت جيداً، فالقطع تصنع وتسخدم وتوضع جانباً (يتم التخلص منها) في فترة زمنية متقاربة. وعند دراسة القطع الفخارية مكتملة كانت أو كسرة فأننا نقوم بدراسة اربعة جوانب رئيسية فيها من حيث شكل القطعة، المادة أو العجينة الفخارية، معالجة سطح القطع، وأخيراً طريقة التصنيع.
الفخار هو اوان من طين الصلصالي بدأ الإنسان بتصنيعه في المشرق في النصف الثاني من العصر الحجري الحديث (Neolithic) نتيجة استقراره وممارسته الزراعة والتدجين، وحاجته إلى الاواني والاوعية لتخزين الفائض من الإنتاج الاستفادة منه لاحقاً، وربما اتصلت صناعة الفخار في بدايتها بصناعة السلال. لا سيما إذا كانت مبطنة من الداخل بالطين، فربما أدى حدوث حريق عارض لسلة مبطنة بالطين إلى اكتشاف ان الطين هو مادة طرية لدنة عندما يكون رطباً يصبح جامداً وصلباً إذا سخن لدرجة حرارة معينة تكفي لطرد الماء المتحد به، تم اكتشف الإنسان ان هذا الطين المحروق يمكن تسخينه على النار دون أن يتلف، وعليه ازدات استخدام الاواني الفخارية للطهي.
يعد الفخار الاسود المصقول أقدم أنواع الفخار في شمال بلاد الشام، والفخار اليرموكي الأقدم في جنوب بلاد الشام والاواني الفخارية الأولى مصنعة يدوياً، من عجينة خشنة، كثيرة الشوائب وجففت طبيعياً دون حرقها، يعتبر الفخار أحد المقاييس المهمة في تحديد مستوى الثقافة لمجتمع ما إذ ان كل الثقافة ابتكرت اشكالا خاصة من الفخار وصنعتها بتقنية معينة وزخرفتها بزخارف متميزة بحيث أصبح لكل منها طراز مميز من الفخار، ويمكن أيضاً للفخار ان يشير أيضاً إلى الصلات بين ثقافات ما قبل التاريخ، ويعد فليندرز بتري أول من استخدم الفخار في التأريخ.
ان معرفتنا حول العصر الحجري الفخاري والادوار التي يؤديها استمدت من الحفريات في الأردن وفلسطين مثل اريحا (تل السلطان، شعار الجولان، المنحطة ،بتاشي ،المنحطة). كما كشف عن كسر فخارية كانت غاية في الاهمية كشف عنها في فلسطين مثل المتسلم في الطبقة العاشرة، وتل الفارعة الشمالي، تل علي، وكهف المربعات، وموقع خروبة في الأردن شرقي اريحا على بعد 13 كيلومتر.
[عدل] الخصائص العامة لفخار العصر الحجري الحديثامتاز فخار هذاالعصر بالبساطة وقلت التنوع فكانت الاواني قليلة الاشكال فهي عبارة عن صحون صغيرة اواني مثل الكؤوس، جاطات كبيرة الحجم، مباخر (كأس المعبد)، صحون طعام، ونوعين من جرار صغيرة ومتوسطة الحجم جاء النوع الأول بعنق والثاني بدون عنق. صنعت آواني هذا عصر يدوياً ويتراوح ارتفاعها ما بين 35-40 سم، جاءت العجينة سيئة احتوت على القش والخشب والحصى الجيرية فكانت القطع خشنة ثقيلة الوزن وسميكة البدن فيها التواء وانبعاج بحيث لايوجد بها تماثل إذا قسمنا القطع بخط راسي مركزي. جاءت قواعد الفخاريات في هذه الفترة من النوع المنبسط Flat Base مضغوطة على الحصير وكانت الايدي أيضاً بسيطة حلقية من نوع loop-handles أو على شكل ثقوب وعروات، وفي الفترة اليرموكية اتسعت هذه الثقوب ووضعت الايدي ضمن الرقبة أو رأسياً على الحافة العليا، يمكن تقسيم الطرق الزخرفية لفخار العصر الحجري الحديث الفخاري إلى ستة مجموعات :
1. بسيطة. شكلت معظم اشكال الزخارف التي وجدت على الاواني
2. غطيت واجهة الاواني بعجينة داكنة مصقولة. عرفت في مختلف المواقع العصر وخصوصاً في بتاشي.
3. التحزيز بواسطة اظافر اليد على شكل اشرطة وصفوف. عرف هذا النوع من الزخرفة في فخار بتاشي وتل علي ومواقع أخرى
4. البطانة الحمراء المصقولة. عرف هذا النوع من الزخرفة في اريحا (تل السلطان) والمنحطة.
5. إضافة الالوان على بدن الاواني : تم تغطية البطانة في سطح الاواني بألوان البني محمر والبني مصفر، واستخدم الخزاف أسلوبين في طلاء الالوان على اسطح الاواني