كان يرعى السحاب بعينين جاحظتين
ركبت أفكاره بساط الخيال وهو يتفقد الأفق كأنه سيقبله
هاتفه النقال في يمين ترتعش من شدة الترقب والانتظار
- ستتصل، سنحدد اليوم مستقبلنا معا... سنتحدث مطولا حتى يملنا الحديث
ولا نمل عذب أصواتنا ولا ألحان كلماتنا
هكذا كان يخاطب نفسه وخطواته تتسارع على وقع نبضات قلبه
سار وسار إلى حيث طال الانتظار ولا اتصال ولا أخبار
نظر بعدما تسلل الملل إلى قلبه الملتهب شوقا إلى شاشة النقال الكبيرة
(لا وجود للشبكة) (أنت خارج مجال التغطية) (أنت خارج اللعبة)
(يمكن الاستفاقة من أحلام اليقظة) (تأكد من حالك أولا)
هذا ما كتب على الشاشة وهذا ما لاحت به رياح الخيبة
أثناء الظهيرة.