كعادته كل يوم عطلة ينام إلى وقت متأخر من النهار .. ودائما قبل نهوضه كانت تصل أنفه نسمة القهوة المنبعثة من المطبخ.. فكان يستيقظ ليجد زوجته قد أعدت له وجبة الفطور.. فكانا يجلسا معا ويتناولاه بشهية طيبة .. يتحدثان .. يضحكان ويمرحان .. كيف لا وهما تزوجا حديثا.
ذات يوم .. وعلى غير العادة خرجت الزوجة للتبضع وملء البراد الفارغ من المواد الغذائية الضرورية ، تاركة زوجها يغط في نوم عميق .. فهي لم تشأ أن تزعجه في يوم عطلته .. وآثرت المسير للتبضع وحيدة .
عندما استيقظ الزوج ، تعجب لأمر زوجته ! وكيف لها أن تمضي الى الخارج دون إعداد الفطور..
فأنشأ يحضر القهوة ويفتش عن الحلوى ليسد جوعه قبل مجيئ زوجته..
حضر القهوة وجلس يتجرعها ويتلذذها بعشق ويلتهم الحلوى بشراهة كأنه لم يتناول في حياته ولم يذق طعم الزاد!
وبعد أن أفرغ من فطوره ، فتحت الزوجة الباب .. تعجبت من نسمة القهوة التي تعطر بيتها ..فهتفت بصوت مرتفع متذمرة : يا ألله لقد تعبت وهد حيلي بهذه الأكياس ..
دنى الزوج منها وصاح: لم لم تنتظريني يا زوجتي.. كنا مضينا معا للتسوق.
فقالت وهي تلهث: لم أشأ إيقاضك في أول أيام رمضان يا زوجي العزيز..
بهت الزوج .. وامتقع لونه فقال وهو يرثي لفعله: أ اليوم رمضان ! رباه ماذا فعلت بحالي !
تعجبت الزوجة وهمت بسؤاله..لكنها لم تسأله لأنها علمت من المائدة الجواب.